أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 أخر المواضيع

القيادة و الفشل - محمد الشهري

مفهوم القيادة لا ينحصر على مسمى قائد في مؤسسة ما، بل تتسع دائرة القيادة لما هو أوسع من ذلك فالأم قائدة في عملها وقد تكون قائـدة في منزلها وكذلك الريادي الصغير الذي طرق باب التجارة لمزاولـة ما يراه مناسب له. الأهم أن تكـون قائـد يبني بيئـة ناجحة محققاً الأهداف المنشودة وبتعـاون مع فريـق العمـل دون الاضرار بحـق أحد داخل المنظومة. فإما ان تكـون قائد يزرع الثقـة و التفاؤل لفريق العمل ويجني حصاده الجميع، وإمـا قائد يبث التشاؤم والإحبـاط فيحصد نتـاج عمـله ويخلق للفريـق ولأصحاب المصلحة بيئـة مسمومة، وهم شخصيات لا تستمر. الانانية في الإدارة لا يصل بك الى قائـد ناجح، لكن القائد قـد يديـر المنظومة الى تحقيـق النجـاح هذا لا يعني ان القيـادة لها شخصيات استثنائية ذو صفات نادرة. و كذلك ليست حكـرًا لفئـة دون غيـرها. وليست الإدارة بتـلك النظرة التـي تدنو عـن القيادة فلكل منها مسببات ولكل منها ظروف تحسمها قرارات المصلحـة الخاصـة. ولكن لا يمكن ان يلتقيـا معًا في قلب واحد داخل المنشـأة. معظـم أصحـاب العمل للآسف لا يبحثـون عن الاشخاص القـادة بـل يقوموا ببـاء مديـر الشركـة علـى ما يتحـقق لمصلحتهـم دون النظـر لمستقـبل هـذه الشـركـة فتجـد بيئـة العمـل متخبطـة والكيـان برمتـه يزحـف يومـًا تلـو الاخـر للهاويـة ومـن ثـم الاغــلاق او الإفــلاس والسـبب لا معايـير لا هـدف لا خطـة و لا حتـى مهـام واضحـة لأعضـاء الفريـق. فبهـذه الطريـقة قـد يتسببـوا فـي انخفـاض الاقتصـاد العـام للبلـد نتيجـة هـذا الجهـل للمصلحـة الخاصـة بـل لمـا هـو أبعـد مـن ذلـك علـى باقـي العامليـن لديهـم. ودائـمـاً تجـد أن هـذه الشركـات وان استمـرت لفتـرة إلا أنهـا لـن تعـد نقطـة جـذب للباحثيـن عـن عمـل. فالبـاحث والمهـتم أصبـح مُطَلـع مـع وجـود وتقدم التكنـلوجيـا الرقمية فمن هاتفه المحمول يستطيـع جمـع معلومـات عن تاريـخ هذه المنشـأة. وللمعلوميـة هذا النـوع من الشركـات قد أصبحـت تنحسـر ويتلاشى مع صرامـة اللوائـح و الأنظمــة الحديثــة في المملكـة العربيـة السعوديـة و مـع رؤيـة البـلاد في عـهد المجـدد صاحب السمـو الملكـي محمد بن سلمـان بن عبدالعزيـز آل سـعود حفظـه الله. ولكـن نجـد في الطرف الاخر أصحاب المؤسسات الناجحة وهي في تزايـد هم من يقومـوا بعمليـة البحـث جيـدًا عن القائـد الناجح لهذه المهمـة، فالأمر لم يعد يتعلق بمنصب بحـد ذاته بل قيادة لمنظومة كبيرة كانت تبحـث عن الاستمرارية و النجاح والتوسع أو صغيرة تنشد القمـة مستقبـلًا. فهم لا يبحثـون عن هدف قريـب بل ينظـروا لمـا هو أبعـد وذلك لبناء علامـة تجاريـة كبـرى لديهـم أهدافهم بعكـس ما سبـق من الشركـات المتخبطـة. اما أنت أيها القائد أو القائدة التي في مرحلة الاستعـداد فيجب عليك بنـاء نفسـك جيدًا من حيث الدورات والبرامج التدريبيـة و الخبرات التي من خلالها تصنـع في ذاتك شخصيـة القائـد. ومن ثم تؤهلك لهذا المنصب. لا يتطلب الامر معجـزة بقـدر ما هو بحـث وتعلـم ذاتـي وتدريب وكثير من الثقـة. ونقطة البدء من نفسك وما تفكر به وعلاقتـك بالله واخلاقـك احرص عليها فهي حقاً من تصنعك وتنصفك، فكر جيدًا فيما يحقق النجـاح والتقـدم والتطـوير لك ولمجتمعـك، فالأنانيـة لا تصنع القـادة.
محمد عامر الشهري
محمد عامر الشهري
تعليقات